إزاي استفادت الروبوتات من تطور الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي قفز بصناعة الروبوتات، خاصةً "الإنسانية" اللي تفهم وتتفاعل زينا. المقال ده بيشرح التطور ده وأهم شركاته وتقنياته ومخاطره ببساطة. تابع!

في الفترة الأخيرة، الكل بقى بيسمع عن الذكاء الاصطناعي (AI) وانفجار قدراته في مختلف المجالات. ومن أهم القطاعات اللي اتأثرت بالقفزة دي هي صناعة الروبوتات. يعني من نهاية 2022 وبداية 2023، ومع النجاح الكبير لمنصة ChatGPT، ظهرت موجة من الشركات الناشئة والمتخصصة في الروبوتات “الإنسانية” واللي بتحاول تخلي الروبوتات مش بس آلات بتنقل وتنقل، لكن كمان تفهم وتتفاعل مع العالم زي البشر تقريبًا.

في المقال ده، هدفنا اننا نوصل المعلومات لحضراتكم بأسهل طريقة ممكنة، عشان تكون واضحة ومفهومة للجميع. النهاردة هنتكلم عن ازاي استفادت الروبوتات من التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي. هنتناول أهم الشركات، الشراكات، التقنيات، كمان هنتكلم عن الجانب البشري أو اللي بيتقال عليه “حديد بعقل بشري”، وفي الآخر هنتعرض للمخاطر والحوادث اللي حصلت بسبب الروبوتات وخصوصًا في المصانع. يلا نبدأ.

إزاي استفادت الروبوتات من تطور الذكاء الاصطناعي؟
إزاي استفادت الروبوتات من تطور الذكاء الاصطناعي؟

الصعود السريع لشركات الروبوتات البشرية

ظهور الشركات الناشئة بعد ChatGPT

من حوالي نهاية 2022 وبداية 2023، وبعد النجاح الهائل لمنصة ChatGPT، شفنا عدد كبير من شركات الروبوتات الناشئة اللي بتحاول تطور روبوتات على هيئة بشرية. الشركات دي شايفة إن تطور نماذج الذكاء الاصطناعي هو المفتاح علشان الروبوتات تبقى أذكى وتفهم البيئة حوالينها بشكل أفضل.

يعني بدل ما كانت الروبوتات زمان مجرد أجهزة ميكانيكية بتنقل أغراض، دلوقتي بقت تحاول تتكلم، تتعرف على الوجوه، تستقبل أوامر صوتية، وتتعامل مع الأشياء اللي قدامها بشكل شبه بشري. الشركات دي بتستثمر في نماذج الذكاء الاصطناعي عشان تمنح الروبوتات “عقل” يقدر يحلل المعلومات ويتخذ قرارات بسيطة بنفسه.

شركة Figure والشراكة مع OpenAI

من الشركات البارزة في المجال ده شركة اسمها Figure، واللي طلعت فيديو عن روبوتها “Figure 01” في أوائل 2023. الروبوت ده بيتفاعل لفظيًا مع مهندس الشركة لو إنت قلت له أمر نصي منطوق، وكمان حركته كانت انسيابية بالنسبة للروبوتات البشرية، رغم إن السرعة كانت بطيئة شوية.

المميز في القصة إن Figure اتأسست من أقل من سنتين، وفي فبراير 2023 أعلنت عن شراكة قوية مع شركة OpenAI. الشركات دي بتستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي من OpenAI عشان تزود الروبوتات بالقدرة على:

  • فهم النصوص: عن طريق نموذج GPT المتخصص في تحليل وفهم اللغة.
  • تحليل الصور: باستخدام نموذج DALL-E اللي بيحلل الصور من الأوامر النصية.
  • فهم العالم المحيط وإنتاج الفيديوهات: عبر نموذج Sora اللي بيطلع فيديوهات من نص بسيط ويقدر “يفهم” البيئة المحيطة بشكل أولي.

الشركة دي طموحها كبير جدًا، وبيهدفوا إنهم يبيعوا مليارات الروبوتات البشرية خلال السنوات الجاية. عشان كده جمّعوا استثمارات هائلة وصلت لـ675 مليون دولار من مستثمرين كبار زي جيف بيزوس (مؤسس أمازون)، وشركات مايكروسوفت، ونفيديا، وإنتل، وكمان OpenAI نفسها. ده غير شراكتهم مع شركة السيارات الألمانية BMW علشان الروبوتات تشتغل في خطوط الإنتاج في مصانع السيارات.

بس الغريب في الموضوع إن سام ألتمان (مؤسس ومدير OpenAI) كان أعلن في لقاء مع بيل جيتس إن شركته هتوقف جهودها البحثية في مجال تطوير الروبوتات، وهتركز بدل كده على تطوير الأنظمة البرمجية القادرة على الإدراك والفهم والاستيعاب. ومع هذا، أضاف سام إنه بقى عندهم استثمارات في شركات ناشئة في قطاع الروبوتات، وده دليل إنهم شايفين إن التعاون بين النماذج البرمجية القوية والشركات اللي بتنتج روبوتات فعلية هو الطريق الأمثل.

حديد بعقل بشري: دمج الذكاء الاصطناعي في الروبوتات

مفهوم “الذكاء العام” وأهميته للروبوتات

قبل ما نذكر الشركات والتفاصيل، لازم نفهم فكرة “الذكاء العام” (General Intelligence) ، واللي هي القدرة على التعامل مع مواقف مختلفة في الحياة اليومية بناءً على خبرات طويلة وتحليل لحظي للموقف. ده اللي بيحصل للبني آدمين: بنشوف أي حاجة قدامنا، نحللها في جزء من الثانية، ونتخذ قرار سريع بناءً على معلومات سابقة.

الهدف عند معظم شركات الروبوتات هو إنها تحاكي الذكاء ده في أجسام حديدية. يعني بدل ما الروبوت مقتصر على مهمة محددة باكية، زي مسح أرضية أو تركيب قطع في خط إنتاج ثابت، يبقى عنده القدرة إنه يشتغل في أوضاع وظروف مختلفة ويتعامل مع تفاصيل غير متوقعة. الفكرة هي إن الروبوت يبقى عنده “عقل” يحلل البيئة حواليه ويتصرف بناءً عليها.

شركة Physical Intelligence ورؤيتها

شركة تانية بدأت تبان بقوة في السوق هي Physical Intelligence، واللي المؤسس المشارك بيها كارول هاوسمان مديرها التنفيذي. همهم إنهم يقدموا الذكاء الاصطناعي في صورة تطبيقات عملية على الأرض. ببساطة، هم بيقولوا “عاوزين نعمل نموذج ذكاء اصطناعي عام يقدر يشغل أي روبوت”، يعني سواء كان روبوت صناعي في مصنع، أو روبوت خدمي في فندق، أو حتى روبوت اسعاف في المستشفى.

الشركة جمعت حوالي 70 مليون دولار استثمارات من جهات مختلفة زي OpenAI، وسيكويا كابيتال، وخوسلا فينتشرز. الفكرة عندهم إنهم يبنوا نظام روبوتي عام يقدر يخدم أغراض متعددة ويكون مناسب لمختلف أنواع الروبوتات. النموذج الذكي اللي بيطوروها بيعتمد على الدمج بين القدرات البشرية وإمكانيات الآلات. وهم فعليًا شايفين إن اللي بيميز البشر مش شكلهم الخارجي، لكن عقولهم اللي بتحلل بسرعة وبتتعلم من التجارب.

خطة Physical Intelligence في الفترة الجاية إنها تنشئ أكبر منصة برمجية لتزويد الآلات والروبوتات بقدرات بشرية، وبعدين هيشتغلوا على مرحلة تجريبية عملية، بيشتروا عدد كبير ومتنوع من الروبوتات ويطبقوا عليهم النظام بتاعهم علشان يشوفوا النتائج على أرض الواقع.

بس في المقابل، شركة تانية اسمها 1X (إكس وان) عندها رؤية مختلفة شوية. هما قدموا روبوت اسمه Eve، والروبوت ده بيتدرب باستخدام نموذج ذكي متعلم على كم هائل من مقاطع الفيديو للناس في قطاعات صناعية وإدارة مخازن وزراعة وأعمال تانية. بمعنى إن بتتعلم من الفيديوهات كل بيكسل فيها علشان تقدر تقلد السلوك ده في الواقع.

في فبراير 2023، عرضت الشركة فيديو يوضح عملية إدارة مخزن أوتوماتيكي بالكامل باستخدام 17 روبوت من عندهم. وده مثال على إزاي الذكاء الاصطناعي ممكن يخلي الروبوتات تتعلم من الفيديو وتطبق في الحقيقة.

وبحسب تصريحات إيريك جانج (مدير قطاع الذكاء الاصطناعي في 1X) لموقع IEEE Spectrum، الشركة شغالة على تطوير تناغم في العمل بين الروبوتات المختلفة وكمان إتاحة تعبيرات وجه للروبوت لما يتفاعل مع البشر. يعني مش بس حركة ميكانيكية، لكن كمان تعبيرات قريبة للإنسان علشان يخلي التفاعل طبيعي أكتر.

تسلا وروبوت Optimus

مش بس الشركات الناشئة اللي دخلت المنافسة دي، كمان شركة كبيرة زي تسلا دخلت بقوة في سوق الروبوتات عبر روبوتها المعروف باسم Optimus. الروبوت ده أعلنت عنه تسلا أول مرة في 2021، ومن ساعتها ومر بمراحل تطور كتير. آخر تحديث ليه كان في ديسمبر 2023.

أبرز التطويرات اللي حصلت في Optimus كانت إنه حصل على تصميم متطور للهيكل، وخففوا وزنه بحوالي 10 كيلو، وده خلى سرعة المشي تزيد بنسبة حوالي 30%. كمان ضخوا مستشعرات للحركة في رأسه علشان يقدر يميل في اتجاهين بحرية، واليدين قدروا يدوهم حرية حركة في 11 اتجاه، وده خلى الروبوت يقدر يتعامل بدقة مع الأشياء، حتى لو كانت هشة وخفيفة.

كمان شركة تسلا طورت تصميم رجلي الروبوت علشان يبقى شبه القدم البشرية أكتر، ويبقى حساس للحركة ويتغير قوة ضغط القدم حسب نوع السطح اللي بيتمشي عليه، وده بيساعد في تحقيق توازن وثبات أفضل.

إيلون ماسك، المدير التنفيذي لتسلا، قال إن الهدف الأساسي مش إن Optimus ييجي يشتغل في المنازل دلوقتي، لكن في المصانع علشان ينفذ المهام الروتينية والمملة بدل البشر. ومع ذلك، هو متوقع إن في المستقبل الروبوتات دي هتلاقي مكانها في البيوت، تساعد الناس في المهام اليومية زي التسوق ومساعدة كبار السن.

مخاطر وحوادث الروبوتات الصناعية

حوادث سابقة في مصانع

وعلى الرغم من كل التطور الكبير في تصميمات هياكل الروبوتات ومستشعراتها وأنظمتها الذكية، حصلت في الفترة الأخيرة حوادث خطيرة نتج عنها إصابات ووفيات بسبب الروبوتات الصناعية. أكيد ده بيخلينا نسأل: هل البشر في خطر؟

حادثة واحدة تم إبلاغ عنها في 2023 داخل مصنع في كوريا الجنوبية، وحصل إن عامل اتسحق بسبب روبوت صناعي. العامل كان بيجري اختبار على مستشعرات الروبوت في مركز توزيع للمنتجات الزراعية بمقاطعة جيونج سانج الجنوبية. لسوء الحظ الروبوت ما ميزهوش عن صناديق المنتجات، فرفعه على خط الإنتاج بقوة وسحق وجهه وصدره، وراحت حياته بعد كده لما نُقل للمستشفى. الخبر نشرته وكالة Yonhap الكورية للأنباء.

دي كانت الواقعة التانية في سنة واحدة. الحادثة الأولى قبلها كانت إن روبوت صناعي تاني في مصنع قطع غيار سيارات أصاب عامل بجروح بالغة، والحكاية دي بتأكد إن الروبوتات الثابتة (اللي مش بتتحرك كتير) هي اللي بتسبب معظم الحوادث.

إحصائيات الدراسة الأمريكية للعلوم الصناعية

دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للعلوم الصناعية بداية 2024 رصدت حوادث متعددة بين 1992 و2017، وذكرت إن في الفترة دي لقي 41 شخص مصرعهم بسبب الروبوتات داخل المصانع. الغالبية العظمى (حوالي 83%) من الحوادث دي كانت بسبب روبوتات ثابتة، والـ17% الباقيين بس كانوا نتيجة روبوتات متحركة.

كمان الدراسة أوضحت إن 4 من أصل كل 5 حوادث بتحصل أثناء عمليات الصيانة الدورية للروبوتات. يعني إن غالبية الحوادث مش بتحصل أثناء شغل الروبوتات نفسها في أداء مهامها، لكن بتحصل لما فني الصيانة بيقرب من الروبوت علشان يفحصه أو يصلحه. ده معناه إن فيه ضرورة قصوى لترتيب إجراءات السلامة والأمان بشكل مش طبيعي أثناء الصيانة.

الخبراء بيطالبوا دايمًا بوضع سلامة الإنسان أولًا عند تصميم الروبوتات. لازم يكون في حساسات تمنع الروبوت من الاقتراب من أي جسم بشري أثناء الشغل أو الصيانة، أو نظام طوارئ يوقف الروبوت فورًا لو حصل دخول منطقة الخطر. الهدف إن نستخدم الروبوتات للتقدم والراحة، مش عشان تكون خطر على البشر.

فوائد تطور الذكاء الاصطناعي للروبوتات

فهم البيئة الخارجية بشكل أفضل

لما الروبوتات بتستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، بتكون قادرة على فهم البيئة المحيطة بشكل أقرب للبشر. يعني بدل ما يعتمدوا على حساسات بسيطة زي الكاميرات والمستشعرات التقليدية، بيبدأ النموذج الذكي يحلل الصورة ويفهم إذا كان فيه شخص قدامه ولا جسم ثابت، ويقدر يفرّق بين الألوان والأشكال.

على سبيل المثال، نموذج DALL-E من OpenAI مش بس بيحلل الصور لكنه ممكن يولد صور من نصوص، وده بيدي مهندسي الروبوت فرصة إنهم يخترعوا سيناريوهات تدريب عميقة للروبوتات قبل ما يطبقوها على أرض الواقع. الحاجة اللي قبل كده كانت بتحتاج تدريب طويل وتقنية حساسات متقدمة وزمان كبير.

التفاعل الصوتي وفهم اللغة

مع نماذج اللغة الكبيرة زي GPT، الروبوتات بقت تقدر تستقبل أوامر نصية منطوقة وتفهمها. يعني تقول للروبوت “هاتلي الكوباية من فوق الرف اليمين” وهو يترجم الكلام لصيغة يفهمها نظامه ويبدأ يطبق. ده بيخلي التفاعل مع الروبوتات أبسط وأقرب للإنسان.

الميزة دي مهمة جدًا في البيئات الخدمية، زي الفنادق والمستشفيات، لأن الضيوف أو المرضى ممكن يطلبوا حاجات بكلام عادي، والروبوت يفهم وينفذ بسرعة. ده غير إنه بيقلل من حاجة البرمجة اليدوية الدقيقة لكل مهمة، وموضوع التواصل بقى أكتر سلاسة.

قدرات تحليل الفيديو وتعلم التصرف

في حالة روبوت Eve من شركة 1X، هو بيتعلم من كم هائل من الفيديوهات للبشر وهم بيشتغلوا في مخازن أو قطاعات زراعية وصناعية. النموذج الذكي بيتفرج على الفيديو، يحلل كل بيكسل وتصرف البشر في المواقف المختلفة، وبيتعلم يقلّدهم في الواقع.

ده مش بس بيساعد في تسريع عملية إعداد الروبوت للعمل في بيئة معينة، لكن كمان بيخليه يكتسب خبرة تقريبية عن الأخطاء المحتملة وازاي يتجنبها. يعني ممكن تتعلم إن لما فيه حركة معينة في المرفق، لازم تقلل السرعة أو تغير زاوية الحركة علشان ما يكبسش حاجة أو ما يكسرش حاجة.

التناغم بين الروبوتات وتعبيرات الوجه

فكرة إن الروبوتات تتعلم تتعاون مع بعضها في مكان واحد مهمة جدًا خصوصًا في المخازن والمصانع الكبيرة. مثلاً شركة 1X بتركز على تناغم الروبوتات المختلفة، بحيث كل روبوت يعرف إيه دوره ويمشي في معاد زمني معين من غير ما يعيق الروبوت التاني.

كمان تطوير تعبيرات وجه للروبوتات بيخلي التفاعل مع البشر أفضل. لما الروبوت يبقى بيبص في الوش ويغير وجهيته بناءً على التفاعل، ده بيقلل شعور الناس بالتوتر أو الخوف، وبيخليهم يثقوا أكتر في الروبوت. تخيل مثلاً إنك في مستشفى وروبوت قابل لحالة مريض، وتعابير وجهه بتدل على الاطمئنان والمتابعة؛ ده بيدي راحة نفسية أكتر للمريض والناس حواليه.

تطبيقات عملية للروبوتات الذكية

المصانع وخطوط الإنتاج

شركات زي Figure دخلت شراكة مع BMW عشان الروبوتات تشتغل على خطوط الإنتاج في مصانع السيارات. الروبوتات الذكية دي بتقدر تمسك القطع بعناية وتحطها في الأماكن المطلوبة بدون تلف أو خطأ. ده زود كفاءة الإنتاج وخفّض نسبة الهدر والأخطاء اليدوية.

برضه، لما الروبوتات دي بتشتغل جنب العمال البشر، النموذج الذكي بيضمن إنها تعرف تمشي في مسارات معينة مفيش فيها بشر، أو تتوقف لو حد دخل في منطقة الخطر. ده بيعتمد على نظم رؤية حاسوبية وتحليل فوري للبيانات، ودي حاجة كانت مستحيلة قبل كده في زمن الروبوتات “البدائية”.

المستشفيات وخدمات الرعاية الصحية

دلوقتي بعض المستشفيات بدأت تستخدم روبوتات ذكية تساعد الممرضين في نقل المستلزمات والأدوية داخل الأقسام. الروبوتات دي مش بس بتمشي في الممرات، لكن كمان بتقدر تتعرف على المرضى لو استخدمت نماذج تعرف الوجوه، وتوصل للمريض الصح. ده غير روبوتات التعقيم اللي بتستخدم كاميرات وأشعة UV للتعقيم التلقائي في غرف العمليات أو غرف العزل.

مستقبلًا ممكن نشوف روبوتات بتتعامل مع المرضى بشكل مباشر: تقيس ضغط الدم أو نسبة السكر في الدم بدون تدخل بشري، وتنقل البيانات مباشرة للطاقم الطبي. وكل ده سببه تطور نماذج الذكاء الاصطناعي اللي بتخلي الروبوت “يفهم” حالة المريض ويقرر الإجراء المناسب بناءً على القواعد الطبية المبرمجة جواه.

المنازل والخدمات اليومية

على الرغم من إن أغلب الروبوتات الذكية اللي ظهرت لحد دلوقتي مركزة على المصانع والمستشفيات والمخازن، إلا إن الشركات الكبيرة زي تسلا شايفة إن فيه فرصة في البيوت كمان. الروبوت Optimus عند تسلا مصمم في الأصل لأداء المهام الروتينية المملة في المصانع، لكن إيلون ماسك لمح إن فيه نسخة مستقبلية ممكن تخدم في البيوت وتساعد الناس في التسوق أو مساعدة كبار السن.

يعني ممكن الروبوت يبقى بيجيب الخضار والفواكه من التلاجة، يرتب الغسيل، ينضف البيت أو يعتني بالحديقة. طبعًا ده لسه في مراحل بحث وتطوير، لكن نموذج GPT والواجهات الصوتية ذكية كفاية إنهم يخلو الروبوت يفهم أوامر بسيطة صوتية: “هاتلي الشاي بسرعة”، أو “امسح أرضية الصالة”، ومن غير ما تحتاج تجمع أوامر محددة في قائمة طويلة.

التحديات المستقبلية والتوصيات

أهمية السلامة والإجراءات الاحترازية

رغم كل التحسينات التقنية، لازم يبقى السلامة الإنسان أولوية قصوى. التطور في الروبوتات جاب معه حوادث خطيرة زي اللي حصل في كوريا الجنوبية في 2023. علشان كده، شركات الروبوتات لازم تركز على:

  • وضع حساسات أمان متقدمة تمنع الاقتراب من البشر أثناء تشغيل الروبوت.
  • تطوير نظام طوارئ يوقف الروبوت فورًا لو دخل جسم بشري في منطقة عمله.
  • تدريب فنيي الصيانة على إجراءات أمان مشددة أثناء شغلهم على الروبوتات.
  • استخدام واجهات تفاعلية واضحة بتحذر العاملين من أي خطوات خطرة قبل ما يقربوا من الروبوت.

ده شيء لا جدال فيه: لازم نستخدم الروبوتات كأداة للتقدم، مش كخطر بيهدد صحة الإنسان.

التكامل بين الذكاء الاصطناعي والهندسة الميكانيكية

واحدة من أهم التحديات المستقبلية هي الدمج الفعال بين القدرات البرمجية للذكاء الاصطناعي والهياكل الميكانيكية للروبوتات. يعني مش كفاية إنك تعمل نموذج GPT قوي لو جسم الروبوت نفسه بطيء أو حساسياته ضعيفة. لازم يكون في توافق بين:

  • نموذج ذكاء اصطناعي متقدم قادر على التعلم المستمر والتكيف مع أوضاع جديدة.
  • هيكل روبوت مصمم بشكل مرن وخفيف الوزن يستخدم مواد متطورة زي سبائك طبيعية خفيفة أو مواد مركبة.
  • حساسات رؤية وحركة عالية الدقة ومستشعرات للمس والاحتكاك علشان الروبوت يقدر يتعامل بدقة مع البيئة المحيطة.
  • أنظمة طاقة وكهرباء مستقرة تسمح بتشغيل الروبوت لفترات طويلة من غير انقطاع.

لو نجحنا في التكامل ده، هنشوف روبوتات أسرع، أخف، وأكثر ذكاء وقادرة على مهام معقدة مش بس في المصانع لكن في أي مكان.

التكلفة وإمكانية الوصول

كمان لازم نضع في دماغنا إن تكلفة تصنيع الروبوتات ذات القدرات العالية عادة بتكون كبيرة. الشركات الناشئة زي Figure وPhysical Intelligence جمعت استثمارات عملاقة، بس مش كل الشركات هتقدر تدفع تكاليف تطوير وتحديث مستمرة.

علشان الروبوتات الذكية تكون متاحة لمختلف القطاعات وحتى لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لازم يشتغلوا على تقليل التكلفة عبر:

  • استخدام منصات ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر أو نماذج مجتمعية بديلة عن النماذج التجارية عالية التكلفة.
  • إعادة استخدام مكونات ميكانيكية شائعة بدل تصنيع كل جزء من الصفر.
  • تطوير حلول قائمة على اشتراكات خدمية بدل بيع الروبوت بالكامل، زي “روبوت كخدمة” (RaaS).
  • التعاون بين الجامعات ومراكز البحث لتبادل الخبرات والأساليب الحديثة التي بتقلل التكلفة.

دي كلها خطوات ممكن تخلي الروبوتات الذكية أكتر انتشارًا وأقل سعرًا، وبالتالي تستفيد قطاعات مختلفة من مزاياها بدل التركيز بس على الكبار.

التوعية القانونية والأخلاقية

مع التوسع في استخدام الروبوتات الذكية، هتطرح أسئلة قانونية وأخلاقية مهمة زي:

  • مين المسؤول قانونيًا لو الروبوت تسبب في حادث؟ الشركة المصنعة ولا المشغل ولا مبرمج الذكاء الاصطناعي؟
  • إزاي نحمي بيانات المستخدمين والمرضى لو الروبوتات دي بتتعامل مع معلومات شخصية وحساسة؟
  • هل لازم نضع حدود لقدرات الروبوتات حتى ما تتعداش على حقوق الإنسان أو تتسبب في فقدان وظائف بشرية بالجملة؟
  • إزاي نضمن إن الروبوتات مش هتُستخدم في أغراض عسكرية أو لإلحاق أذى بالبشر؟

ده محتاج تشريعات واضحة وتعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني لتحديد الأطر والسلوكيات المقبولة. لازم يكون في قوانين تحكم استخدام الروبوتات والتعويضات في حالة وقوع حوادث، وكمان ضوابط للأخلاقيات والخصوصية.

تلخيص لأهم النقاط اللى ذكرناها، التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي فتح أبواب واسعة أمام صناعة الروبوتات. الشركات الناشئة والكبيرة بقت تستعين بنماذج متطورة زي GPT وDALL-E وSora علشان تزود الروبوتات بقدرة على فهم العالم والتفاعل مع البشر بشكل طبيعي أكتر.

شفنا أمثلة زي شركة Figure اللي اتعاقدت مع OpenAI، وشركة Physical Intelligence اللي عايزة تخلق منصة ذكاء اصطناعي عام يشغل أي روبوت، وكمان شركة 1X وروبوت Eve اللي بيتدرب على فيديوهات البشر. وما ننساش مشاركة تسلا بـOptimus اللي بيتطور بسرعة عشان يشتغل في المصانع ولو بعد فترة في البيوت.

بالرغم من المزايا الكبيرة دي، لازم نكون حريصين من ناحية السلامة والأخلاقيات، عشان نضمن إن الروبوتات تكون في خدمة البشر مش خطر عليهم. لازم قيود، وتوعية قانونية، وإجراءات أمان مشددة أثناء الصيانة والتشغيل.

في النهاية، مستقبل الروبوتات الذكية معتمد بشكل أساسي على نجاح الدمج بين الذكاء الاصطناعي المتطور والهندسة الميكانيكية الدقيقة، وكمان على تكلفة معقولة وإطار قانوني وأخلاقي واضح. لو اتعمل ده كله بشكل صحيح، هنشوف روبوتات فعّالة في المصانع، المستشفيات، المنازل، وكل مكان تاني. وهيبقى فيها بالفعل “حديد بعقل بشري” يساعدنا في تحقيق مستوى جديد من التقدم والراحة.

About the author

حسام السعود
في موبتك، بنقربلك عالم التقنية بمحتوى بسيط، سريع، وسهل تفهمه. هنساعدك تتابع الجديد وتختار الأنسب ليك، أيًا كان اهتمامك التقني. أهلاً بك فى مدونة موبتك

إرسال تعليق