هل يفكر الذكاء الاصطناعي بالكلمات؟ اكتشف معالجة اللغات الطبيعية

الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية (NLP) إزاي غيّر حياتنا. في المقال ده هنبسّط الموضوع، هنعرفك الـ LLMs وتقنياتها الثورية ومستقبلها. تابع معانا!

في السنوات الأخيرة، موضوع الذكاء الاصطناعي وبالأخص معالجة اللغات الطبيعية بقى حديث الناس في كل حتة. الموضوع ده مش بس مجال تقني معقد، ده كمان بقى جزء من حياتنا اليومية من غير ما نحس. من المحادثات مع سيري وCo-pilot لحد ترجمة جوجل والتفاعلات الـ Chatbots على المواقع، نظام الـ Natural Language Processing (NLP) بقى مسئول عن تفهّمنا واحنا بنتكلم بلغة البشر مش لغة الماكينات. في المقالة دي هنعرض الفكرة بشكل مبسّط علي قد ما نقدر، وهنوضّح مين هما الـ ـLLMs أو (النماذج اللغوية الكبيرة)، وهنشرح إزاي التكنولوجيا ورا النماذج دي بتشتغل، وإزاي بتمثل طفرة نوعية في مجالات متعددة، وكمان هنشوف المستقبل مخبّى إيه لينا.

هل يفكر الذكاء الاصطناعي بالكلمات؟ اكتشف معالجة اللغات الطبيعية
هل يفكر الذكاء الاصطناعي بالكلمات؟ اكتشف معالجة اللغات الطبيعية

يعني إيه معالجة لغات طبيعية؟

الفكرة الأساسية إن الكمبيوتر يقدر يفهم ويتعامل مع اللغة بتاعتنا كإحنا بنكتب أو بنكلّم. دايمًا في الماضي كان لازم نكتب أوامر بسيطة زي “اطبع ده” أو “احسب كذا”، لكن دلوقتي بقى عايزين نسأل الماكينة أسئلة زي “إيه أحسن مطعم في منطقتي؟” أو “ازاي أكتب خطاب رسمي؟” وتلاقيه بيرد عليك كما لو إنك بتتكلم مع بني آدم حقيقي. علشان كده العلماء اشتغلوا على تصميم خوارزميات ونماذج بتعلّم الماكينات ازاي تفهم الكلام وتنظمه وتولّد ردود منطقية. الموديلات الكبيرة (LLMs) زي GPT-3 وGPT-4 وBERT وغيرها، هي نتاج محاولات كتير ان الماكينة تتعامل مع النصوص الكبيرة وتستنتج منها معاني وأفكار بدل ما تكون مجرد شفرة بايتات صماء.

مفهوم معالجة اللغات الطبيعية (NLP)

1. إيه هو الـ NLP بالذات؟

ببساطة، معالجة اللغات الطبيعية هي فرع من فروع الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، هدفه إن الكمبيوتر يقدر يتعامل مع النصوص والكلام البشري زي ما هو بيتعامل مع الأرقام والمعادلات. يعني بدل ما الكمبيوتر يفهم بس “0101101”، نعلّمه يفهم “إزيك عامل إيه؟” ويقدر يرد بنفس الأسلوب المفهوم ليك. مهمتها بتتراوح بين:

  • تحليل نصوص وفهمها: زي مثال لما تستخدم “تدقيق إملائي” في Microsoft Word، الماكينة بتعرف الكلمة غلط وتعرض بدائل.
  • ترجمة آلية: زي ترجمة جوجل أو ترجمة ياندكس، اللي بتترجم الجملة من لغة للتانية.
  • تلخيص النصوص: مثلاً تاخد مقال طويل وتقوله “لخصلي ده في ٣ جُمل” ويطلعلك موجز واضح.
  • تحليل المشاعر (Sentiment Analysis): زي لما تيجي تتابع تقييمات الناس للمنتج على تويتر وتشوف هل هي إيجابية ولا سلبية.
  • أنظمة الدردشة (Chatbots): لما تدخل أي موقع وفرونت إند بيظهرلك إطار دردشة، وتسأل أي استفسار ويجاوبك أو يرشّحلك روابط.

الحاجة الأساسية إن الكلام البشري مليان تعابير، لهجات، سياق، ونبرة؛ وده تحدٍ كبير لإن الكمبيوتر يلحق على ده كله. لأن الإنسان بيفهم الحاجات دي من تجربته ومعرفته الاجتماعية، لكن الماكينة محتاجة بيانات ضخمة ونماذج معقّدة عشان “تعقل” السياق وتقدر تفرّق بين كلمة “عين” اللي ممكن تكون عضو في جسم الإنسان أو عين الماء اللي بتشرب منه، أو حتى اسم شخص.

2. أسباب أهمية معالجة اللغات الطبيعية

ليه NLP بقى مهم دلوقتي أكتر من أي وقت فات؟ أهم النقاط:

  • وفرة البيانات النصية: كل ما الناس بتتواصل أكتر عن طريق الكتابة والشات، البيانات النصية بتزيد. فظهر احتياج قوي لفهم الأرشيف الضخم ده.
  • تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي: ظهور الشبكات العصبية العميقة والـ Transformers، وقدرتها على التدريب الكثيف على بيانات كبيرة، سهلت المهمة جدًا.
  • تعدد اللغات واللهجات: مع ازدياد التواصل بين الشعوب، ظهر سؤال: “إزاي أخلي الماكينة تفهم أكتر من لغة؟” خصوصًا مع تعدد طرق الكتابة واللهجات المختلفة للّغتين العربية والإنجليزية وغيرهم.
  • تطبيقات تجارية ومجتمعية: الشركات بقت تحتاج فهم رأي العملاء في السوشيال ميديا، وقطاع الصحافة والأكاديميات بقت تستخدم تحليل النصوص للأبحاث والمقالات.

باختصار، الـ NLP مش بس مجال بحثي أكاديمي، ده كمان أداة قوية بتتدخل في حياتنا اليومية بطريقة خفية في مواقع التواصل، في محركات البحث، في خدمات العملاء، في تطبيقات الترجمة، وفي غيرها كتير.

مقدمة إلى النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)

1. إيه هي الـ LLMs بالظبط؟

الـ Large Language Models أو النماذج اللغوية الكبيرة، هي نماذج مبنية على شبكة عصبية كبيرة جدًا مدرّبة على كم هائل من البيانات النصية (جُمل، مقالات، كتب، تدوينات، وغيره). الفكرة إنك تاخد مليون جملة تقريبًا من الإنترنت أو من كتب أو من ويكيبيديا أو من مصادر متنوّعة، وتخوّل النموذج يتعلّم منها “إزاي الكلمات بتتوزع” و“إيه احتمالية كلمة تيجي جنب كلمة تانية”، فيقدر بعدين يولّد نص جديد أو يكمل جملة ناقصة بواقعية.

أشهر الأمثلة على الـ LLMs هي:

  • BERT (من Google): بيستخدم في مهام زي تصنيف النصوص وفهم سياق الكلمة في الجملة.
  • GPT-2 و GPT-3 و GPT-4 (من OpenAI): بيتميزوا بقدرتهم على توليد نصوص كاملة بناءً على أي موجه (Prompt).
  • T5 (Text-to-Text Transfer Transformer من Google): اللي بيعالج أي مهمة نصية بتحولها لمهمة “نص لـ نص” زي “ترجمة” أو “تلخيص”.

2. تطوّر الـ LLMs من البداية لحد دلوقتي

في البداية، أقدم النماذج كانت معتمدة على تقنيات بسيطة نسبيًا زي n-grams، وbag of words، وTF-IDF، اللي رغم إنهم كانوا سُعداء بالنتائج (زي تصنيف إيميلات السبام مثلاً) إلا إنهم ماكانوش بيعرفوا يتعاملوا مع تعقيد السياقات اللغوية كويس. بدأ العلماء يجربوا الشبكات العصبية التاليّة (RNNs) ومنها (LSTM) و(GRU) علشان يقدروا يفهموا تسلسل الكلمات بدل ما يكونوا شاطرين بس في الإحصائيات البسيطة.

في عام 2017، ظهر مفهوم Transformer في بحث اسمه “Attention is All You Need”، وكان ثورة حقيقية. ليه؟ لأنه اعتمد على آلية “الانتباه” (Attention) بدل الاعتماد الكامل على RNNs. الآلية دي بتسمح للنموذج يركز أغلب اهتمامه على الكلمات المهمة في الجملة مهما كان موقعها فيها، بدل ما يقرأ الكلمات وحدة ورا التانية بالتسلسل. النتيجة؟ تدريب أسرع بكتير وقدرة أعلى على الفهم والسياق.

بعد كده، Google طلّعوا نموذج BERT اللي اتدرب مسبقًا (Pre-trained) على مليارات الكلمات، وبقى كمان يقدر يتحوّل لأي مهمة نصية (مثل تصنيف النص أو استخراج الكيانات المُسماة). من ناحية تانية، OpenAI بدأوا يخلقوا سلسلة GPT، اللي بقت بقياس GPT-3 وزنها حوالي 175 مليار معامل (Parameters)، وده خلاها تأخذ خطوة أبعد في توليد نصوص بشرية لدرجة إنك ممكن تخلطها مع كتابات بني آدم من غير ما تحس.

3. مميزات الـ LLMs عن الطرق التقليدية

الـ LLMs ليها عدة مميزات أساسية:

  • فهم السياق الطويل: بدل ما تكون محصورة في نياشين (n-grams) محدودة، النماذج دي بتقدر تتعامل مع سياقات بعيدة في النص وتفهم الترابطات بين الجمل.
  • توليد نصوص طبيعية: مش بس بتفهم النصوص، ده كمان تقدر تولّد نصوص جديدة واضحة ومفهومة كأنك بتقرأ مقالة على موقع إخباري.
  • قابلية للتخصيص (Fine-tuning): لما يكون عندك موديل جاهز مُدرب على لغة واسعة، بتقدر دُوقه (Fine-tune) على مهمة محددة (زي تحليل مشاعر تويتر بالعربي) بدل ما تبني كل حاجة من الأول.
  • متعددة الاستخدامات: ممكن تستخدمها للترجمة، للتلخيص، لتوليد الأكواد البرمجية، لإنشاء محتوى إبداعي، وغيرها.

بالرغم من المميزات دي، النماذج دي كمان بتحتاج موارد ضخمة للتدريب والتخزين والمعالجة—ممكن تحتاج مجموعات GPU أو TPU ضخمة، وده بيكون مكلف خصوصًا إذا كنت شغال في شركة ناشئة أو باحث مستقل.

التقنيات وراء النماذج اللغوية الكبيرة

1. الشبكات العصبية العميقة (Deep Neural Networks)

الأساس في الـ LLMs هو شبكة عصبية عميقة تحتوي على ملايين أو مليارات المعاملات (Parameters). الشبكة دي عبارة عن طبقات (Layers) متراكمة: كل طبقة بتستقبل ناتج الطبقة اللي قبلها، وبتعالجها علشان تستخرج تمثيل أعلى مستوى للكلمات أو الجمل. الطبقات دي بتشتمل على وحدات (Neurons) كل وحدة مسؤولة تحسب مُعامِلة رياضية بسيطة بناءً على مدخلاتها.

في الأجيال الأولى، كانت الشبكات العصبية العميقة متكوّنة من طبقات تتابعية زي RNN وLSTM علشان تتعامل مع تسلسل الكلمات. بيدخل للجملة كلمة بكلمة، والوزن الداخلي بيتحدّث في كل خطوة علشان يحفظ السياق. لكن الطريقة دي كانت بطيئة وصعبة في التعامل مع سياقات طويلة جدًا. دلوقتي بقى في الاتجاه الأكبر لاستخدام Transformer اللي مش بيعتمد على التسلسل المباشر، بل بيعتمد على آلية الانتباه.

2. معمارية الـ Transformer وآلية الانتباه (Attention)

معمارية الـ Transformer اتأسست على فكرة إن النموذج يقدر يركّز (Attention) على أجزاء مختلفة من المدخل في أي خطوة توليد أو فهم. بمعنى تاني، لو عندنا جملة زي “الولد اللي لابس قميص أحمر بيقرأ كتاب في المكتبة”، النموذج ممكن يركّز على كلمة “قميص” و”أحمر” لما يجي يتكلم عن “زي الولد”. الطريقة دي بتخلي النموذج يفهم الترابط بين الكلمة والكلمة بغض النظر عن موقعهم في الجملة.

الـ Transformer بيتكوّن أساسًا من جزئين رئيسيين:

  • Encoder: بيستقبل النص ويحوّله لسلسلة تمثيلات مخفية (Hidden Representations). بيتكوّن من عدة طبقات متكرّرة، وكل طبقة فيها آلية الانتباه (Self-Attention) وطبقة تغذية أمامية (Feed-Forward).
  • Decoder: بيستقبل التمثيلات المخفية وبيولّد النص الجديد خطوة بخطوة. كمان بيستخدم آلية الانتباه مش بس على التمثيل الخارجي (Encoder Output)، لكن كمان على الكلمات اللي اتولّدت لحد اللحظة دي.

كل طبقة في الـ Transformer فيها آليتين: آلية الانتباه (Self-Attention) وطبقة تغذية أمامية. آلية الانتباه دي هي اللي بتخلي النموذج يدي “وزن” لكل كلمة في النص نسبة لأهمية هذه الكلمة في فهم باقي الجملة. طريقة الحساب بتتم عبر قوانين رياضية بحتة (Dot-Product Attention)، لكن النتيجة العملية إن النموذج ممكن يفهم تشابك المعاني ويولّد جمل مترابطة كويس.

3. طريقة التدريب (Pre-training) والتعلّم (“Fine-tuning”)

عشان تدرب نموذج لغوي كبير، فيه مرحلتين أساسيتين:

  1. Pre-training (تدريب مسبق): هنا النموذج بيتدرّب على كمية هائلة من النصوص بشكل غير مُوجّه (Unsupervised). ممكن يكون عندنا مصادر زي ويكيبيديا، كتب رقمية، مقالات إخبارية، ومواقع تواصل اجتماعي. النموذج بيتعلّم إحصائيات اللغة؛ يعني “إيه احتمالية كلمة تيجي بعد كلمة تانية” أو “إيه المعنى المُستتر ورا ترتيب الكلمات”. جزء من أساليب التدريب دي بيشمل “المهمة المُختبئة للكلمة” (Masked Language Modeling) زي BERT أو “إكمال النص” (Causal Language Modeling) زي GPT.
  2. Fine-tuning (تخصيص المهمة): بعد ما النموذج يكون مبني وفهم قواعد اللغة بشكل عام، نجي نخليه يحل مهمة معينة زي “تصنيف المشاعر في تغريدات X بالعربي” أو “تلخيص مقالات صحفية طويلة”. المهمة دي بتحتاج بيانات معنونة (Labeled Data)، زي جُمل مكتوب جنبها “إيجابي” أو “سلبي” مثلاً. بنيدّيه الأمثلة دي وبيتعلم إزاي يطبّق اللي اتعلمه في المرحلة الأولى عشان ينجح في المهمة المحددة.

الميزة الكبيرة في طريقة Pre-training + Fine-tuning إنك تستفيد من قوة النموذج اللي اتدرّب عالعدد الهائل من الكلمات وترّكّز بعد كده على بيانات أقل عشان يترّكز على سياق محدد أو لهجة معينة. وده بيوفّر وقت وجهد وتكلفة أعلى في البناء من الصفر.

4. التحديات التقنية الأساسية

في الطريق للتدريب واستخدام الـ LLMs، بنواجه تحديات كالتالي:

  • الحوسبة والموارد: تدريب موديل ضخم ممكن يستغرق أيام أو أسابيع على مئات أو آلاف الـ GPU/TPU. وده بيستهلك كهرباء وتكلفة عالية جدًا.
  • البيانات وجودتها: لازم يكون عندك بيانات ضخمة ومتنوعة علشان النموذج يتعلم اللغة كويس. بس مع البيانات الضخمة فيه “ضوضاء” وبيانات مش دقيقة، والنموذج ممكن يتعلّم معلومات خاطئة أو تحيّزات.
  • التحيّز والانحياز: لو النصوص المُستخدمة في التدريب بتعكس تمييز أو تحيّز، النموذج ممكن يكرر ده في النتائج—زي إنه يجيب كلمات عنصرية أو شيئ عن احتمالية أكبر للرجال في مهنة معينة.
  • التخزين والتوزيع: الموديلات دي أحيانًا حجمها بيتخطى المئات من الجيجابايت. ده بيخلي استخدام النموذج عمليًا للأفراد والمشاريع الصغيرة شبه مستحيل.
  • الأمن والخصوصية: البيانات المستخدمة ممكن يكون فيها معلومات حساسة. فلازم تعرف تأمّن البيانات وتحافظ على خصوصية المستخدمين لما تنشر نماذجك أو تستخدمها.

مجالات استخدام النماذج اللغوية الكبيرة

دلوقتي بعد ما شفنا أساسيات الفكرة والتكنولوجيا ورا النماذج اللغوية الكبيرة، ييجي السؤال: “إزاي بنستخدم ده فعلًا؟” إحنا قدام بحر ضخم من التطبيقات، ومنها:

1. الترجمة الآلية (Machine Translation)

من أول ما كانت الترجمة الآلية بالـ Rule-Based System (يعني قواعد نحوية وحاجات مكتوبة يدويًا)، لحد ظهور Neural Machine Translation (NMT) المبني على الشبكات العصبية والترانسفورمر، والفرق بقى شاسع. دلوقتي جوجل وفيسبوك بقوا يقدّموا ترجمات قريبة من كلام بني آدم حقيقي. النماذج دي بتتعلم إزاي تربط الجُمل ببعض، مش بس كلمة كلمة. عشان كده لما تترجم “أنا رايح السوق أشتري خضار” للجملة الإنجليزية “I’m going to the market to buy vegetables”، الموديل بيفهم المعنى العام بدل إن يترجم كلمة “رايح” لوحدها بشكل خاطئ.

لكن لسه في تحديات خاصة باللغات زي العربية، لأن في اختلافات بين الفصحى واللهجات، وفي كلمات بتتكتب بأكثر من طريقة (مثال: “إيه أخبارك” ممكن تتكتب “ايه أخبارك” أو “إيه اخْبارَك”). ده بيخلي النموذج يواجه صعوبة في الدقة أحيانًا، خصوصًا لو مرجع البيانات اللي اتدرّب عليها كان جودته متذبذبة.

2. تحليل المشاعر (Sentiment Analysis)

كتير من الشركات والجهات الإعلامية بيهتموا يعرفوا إيه رأي الناس في منتج معين أو قضية سياسية أو مادة إعلانية جديدة. هنا بتيجي مهام تحليل المشاعر—النموذج بياخد نص (تغريدة، تعليق فيسبوك، مراجعة للمنتج) وبيرد classification زي “إيجابي” أو “سلبي” أو “محايد”.
النماذج الكبيرة بقت تفهم التعابير السياقية والسخرية والنبرة، لو اتدرّبت على بيانات ضخمة ومتنوعة. مثلاً، في اللهجة المصرية لما حد يقول “الأكل تحفة جدًا، بس خسروني الفلوس”، النموذج لازم يفهم المعنى الإيجابي رغم وجود كلمة “خسروني”.

3. تلخيص النصوص (Text Summarization)

في زمن الأخبار الكتيرة والفتاوى الطويلة والمقالات الواسعة، كتير من الناس بتحب ميزة “خلاصة رَحْمَك يا رَب”—يعني “لخصلي الكلام ده”. فيه نوعين من التلخيص:

  • تلخيص استدعائي (Extractive): بياخد جُُمَل مهمة من النص الكبير ويعرضها كما هي. المشكلة إن ممكن يبقى النص الناتج مش مترابط بس هو مجمّع الجمل الأهم.
  • تلخيص باستخلاص (Abstractive): هنا النموذج بيولّد ملخّص جديد بالكلام بتاعه، زي مقال قصير من جُمل جديدة. وده تحدٍ أكبر عشان يتولّد الكلام صح نحويًا ومفهوميًا.

الـ LLMs الحديثة بتقدر تقدّم ملخّصات شبه طبيعية جدًا، خصوصًا لو اتدرّبت كويس على الأمثلة. يعني تلاقيها ممكن تاخد مقال طويل في أخبار الطقس وتولّد لك “بكرة الجو هيبقى معتدل مع فرص أمطار خفيفة في السواحل الشمالية”.

4. روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين (Chatbots & Virtual Assistants)

الحاجة اللي بنشوفها كل يوم دلوقتي إننا نروح لأي موقع ونلاقي في الركن الأيمن “مساعد رقمي” بنسأل ليه أي استفسار، زي “عايز أغيّر ميعاد الرحلة بتاعتي” أو “فين أقرب صيدلية فاتحة النهارده الساعة ١٠ بالليل؟”. النماذج الكبيرة بتخلي البوت يفهم الأسئلة بشكل أدق، ويرد بإجابات مش مجرد “شكرًا، هحوله للدعم الفني”.
سواءً كانت خدمة عملاء لشركة طيران أو بنك أو موقع تعليمي، الـ Chatbot المتطوّر بيعرف يتكلّم باللهجة المحلية ويحل المشاكل البسيطة من غير ما الناس تستنى حد يتدخل يدوي.

5. المساعدة في البحث والمراجعة الأكاديمية

الباحث الأكاديمي ممكن يطلب من الموديل “لخصلي أحدث بحث عن NLP ومعاه مراجع ٢٠٢٣-٢٠٢٤”. النموذج هيلاقي له مقالات ويقدّم له نظرة عامة. كمان في مكاتب الباحثين بيعتمدوا على الـ LLMs في فلترة الأوراق المهمة وإعداد مراجعة أدبيّة Literature Review.

6. التطبيقات الخاصة باللغة العربية واللهجات

قطاع اللغة العربية فيه تحدي إضافي: التنوع بين الفصحى واللهجات المتعددة (مصرية، شامية، خليجية، وغيرها). علشان كدة ظهرت نماذج زي BERT-Base Arabic وAraBERT وMARBERT اللي اتدرّبت خصيصًا على نصوص عربية. ممكن تلاقي موديل اتدرّب على X بالعربي المصري أو ع الفيسبوك اللبناني.

الأهداف هنا مش بس الفصحى، لكن كمان إن الموديلات تفهم تعابير زي “إيه الأوضاع عندك؟” و”مفيش جديد يا عم”. ده بيخلي تطبيقات الدردشة وخدمات العملاء تكون أقرب للمتكلّم وتفهم قصده على أصوله.

التحديات والمشاكل في معالجة اللغة الطبيعية

على الرغم من التقدم الكبير في الموضوع ده، لسه فيه تحديات كتير بتعرقل التطوير:

1. خصوصية البيانات وأمانها

النماذج دي اتدرّبت على كمية هائلة من النصوص، ومنها ممكن يكون فيها بيانات شخصية حساسة—زي أسماء أشخاص، عناوين، معلومات طبية، أو بيانات مالية. لو حد استخدم النموذج ده في تطبيق عام من غير حماية مناسبة، ممكن يطلع بيانات حساسة من غير قصد. عشان كدة لازم يكون في آليات لتنشين النماذج (Data Sanitization) أو إزالة المعلومات الشخصية قبل التدريب.

2. التحيّز والانحياز (Bias)

لما تدرب النموذج على بيانات من مواقع التواصل مثلاً، الكتير منها ممكن يكون فيه عنصرية أو تحيّز جنسي أو ديني أو غيره. النموذج بيتعلم أنماط اللغة دي وممكن يكررها في ردوده. مثلاً لو معظم المحادثات المتاحة بتهم “الذكور” أكتر من “الإناث”، ممكن النموذج يحط اهتمام أكبر للأدوار المذكرة في مهام معينة. أو لو البيانات فيها تمييز ضد فئة معينة، هتلاقي النصوص الناتجة ممكن تكون مش عادلة. عشان كده بيتعمل فلترة للبيانات وتنقيتها، لكن مفيش طريقة مثالية 100%.

3. الفهم العميق للسياق (Contextual Understanding)

برغم قدرة النموذج على توليد جمل مترابطة، إلا أن فهمه للسياق العميق لسه مسألة صعبة. أحيانًا يبقى صوابه مظبوط لما النسخة عن نص قديمة، لكن في الحاجات اللي بتحصل بالرغم من الاتصال بمعرفة العالم الواقعي، بيغلط. مثال لو قلتله “إيه أخبار الفائز بكاس الأمم الأفريقية ٢٠٢٣؟”، ممكن يرد بحاجة قديمة أو غير دقيقة لو النموذج اتدرّب قبل أحداث البطولة وماحدّثش بعد كده.

4. صعوبة التعامل مع اللغات العامّية

اللغة العامية (مثل العامية المصرية) مكتوبة بشكل غير موحّد: ممكن حد يكتب “إزيك عامل إيه؟” أو “إزّيك عامِل إيه؟” أو حتى يختصر و يقول “إزيك عامل إيه”. التنوع ده بيشكل تحدي للنماذج لو ماكانتش واخدة منه عينات كافية في مرحلة التدريب. علاوة على كده، في تعابير خاصة وثقافية مايبقاش لها مقابل دقيق في الفصحى أو الإنجليزي، زي أمثال شعبية أو تعابير عامية ساخرة. النموذج لازم يقدّر يستوعب ده لو هيبقى مفيد لو الهدف تطوير تطبيق فهم عامية الناس في مصر والمنطقة العربية.

5. التكلفة والحوسبة المطلوبة

زي ما وضّحنا قبل كده، تدريب نموذج كبير ممكن يكلف ملايين الدولارات كهربا وعدد هائل من ساعات المعالجة على آلاف الـ GPU. حتى لو نموذج زي GPT-3 اتعمل قبل كده، لو هتخصصه Fine-tuning لمهمة بعينها هتحتاج قدر كبير من الموارد بانتظام. النماذج دي مش مناسبة لكل الشركات الصغيرة أو الباحثين المستقلين، وبيكون في فجوة كبيرة بين مؤسسات ضخمة مجهزة وبين حد بيشتغل في بيته.

6. صعوبة تقييم المخرجات بدقة

لما النموذج يولّد نص إبداعي أو يجاوب على سؤال، صعب تدي مقياس دقيق لجودة النص أو صدقه. في مقاييس أحيانا شغالة زي BLEU للترجمة أو ROUGE للتلخيص، بس المقياس ده مش دايمًا بيعكس الجودة البشرية. عشان كده بيبقوا محتاجين آليات تقييم بشرية متخصصة أو طرق أُخرى أكثر دقة علشان تضمن إن الموديل مش بيولّد “هلوسة” (Hallucinations) أو بيختلق معلومات مش موجودة في الحقيقة.

الاتجاهات المستقبلية في معالجة اللغات الطبيعية والنماذج اللغوية الكبيرة

إحنا في بداية عصر النماذج اللغوية الكبيرة فعليًا. رغم كل التحديات، في طموح كبير للتطوير والابتكار. ننظُر كده لبعض التحركات المستقبلية المثيرة:

1. تطوير نماذج خاصة باللهجات العربية

قديمًا، تركيز الباحثين كان على اللغة العربية الفصحى لأن معظم المصادر المكتوبة متوفرة بالفصحى. لكن دلوقتي فيه تركيز واضح على اللهجات—مثل العامية المصرية، العامية الشامية، اللهجة الخليجية. شركات زي Meta وGoogle بيحاولوا يجمعوا بيانات من وسائل التواصل باللهجات دي، وبيطوّروا نماذج تدريبية خاصة بيها مثل MARBERT وArabic Dialect BERT. الهدف إن البوتات تقدر تفهمك لو كتبت “إزيك يا باشا” أو “شو الأخبار يا زلمة” وترد عليك بنفس اللهجة أو على الأقل تفهم السياق وتترجم الكلام ده لفصحى داخلية قبل ما تعالج المعلومات.

2. دمج اللغات والنماذج متعددة المهام (Multimodal Models)

واحد من الاتجاهات القوية دلوقتي هو ربط الصور والصوت والنص مع بعض. زي ما انت شايف في GPT-4 Multimodal وOpenAI Whisper وCLIP من OpenAI. ده معناه إن الموديل يقدر يشوف صورة وياخد منها وصف نصي، أو يسمع صوت ويولّد نص، أو يفهم دماغي مع بعض. مثال عملي: تصور إن فيه تطبيق مساعد ذكي يسمعك وانت بتتكلم بالعربي المصري، يترجملك الكلام ده فورًا للإنجليزي، وبعدين يحلل الصورة اللي واخدها بالكاميرا ويوضح لك معانيها بالإنجليزي كمان. الموديلات دي هتكون أقوى جدًا في الفهم لأنها بترتبط بالحواس الرقمية كلها مش بس النصوص.

3. تعزيز الأمان وتقليل التحيّز

الباحثين بيشتغلوا باستمرار على آليات تقلل التحيّز وتمنع ظهور محتوى ضار أو عنصري من الموديل. في توجهات جديدة زي التعلم المعزز بالمراجعات البشرية (Reinforcement Learning from Human Feedback - RLHF)، اللي فيها البشر يقيّموا مخرجات الموديل، وبترجع للموديل بحيث يتعلّم من النقد ده. كمان فيه أبحاث على طرق حفظ الخصوصية (Privacy-Preserving) زي “التدريب الفردي الفيدرالي” (Federated Learning)، عشان تدرّب ونشغل النماذج من غير ما البيانات الحساسة تغادر الجهاز الأصلي.

4. تطبيقات مبتكرة في مجالات جديدة

إحنا بس شفنا أول نور في بداية الطريق. في المستقبل هتشوف موديلات بتساعد في:

  • التعليم الذكي: بوتات تشرح لك مثلثات الأُس الأولي، بالعربي الفصيح أو العامي حسب الاختيار، وتجاوبك على الأسئلة بتفصيل.
  • الطب: تحليل التقارير الطبية بالعربي لفهم التشخيص أو اقتراح العلاج، ودي حاجة كويسة للدول اللي بتعتمد بشكل كبير على اللغة العربية في السجلات.
  • الترجمة الفورية للمحاضرات: تصور إنك بتحضر مؤتمر طبي في القاهرة، وفي نفس الوقت عندك سماعات تعملك الترجمة أياً كانت لغتك الأم—كل ده بلغة طبيعية وسهلة الاستيعاب.
  • الإبداع الفني: تأليف شعر أو أغاني باللهجة المصرية، أو كتابة سيناريو لفيلم قصير عن قضايا اجتماعية، واللي ممكن يبقى مصدر إلهام للشباب.
  • دمج الذكاء الاصطناعي مع الواقع المعزز والافتراضي (AR/VR): زي بوت يرشدك في متحف ويفهم أسئلتك باللهجة اللي بتتكلم بيها، ويجاوبك كأنك مع مرشد حقيقي داخل العالم الافتراضي.

معالجة اللغات الطبيعية والنماذج اللغوية الكبيرة بقت جزء لا يتجزأ من عالمنا المتقدم في التكنولوجيا. من أول فهم الكلمات وفك شفراتها، لحد توليد جمل كاملة بتقنعك إنك بتقرأ حاجة مكتوبة على إيد إنسان فعلي، بقى عندنا القدرة نستخدم الموديلات دي في مجالات لا حصر لها. وطبعًا لسه الطريق طويل قدامنا. التحديات اللي واجهناها من توحيد الكتابة واللهجات وتحديات الخصوصية والانحياز مش بسيطة، لكن التطورات اللي بتحصل كل يوم بتخلق أمل إننا نوصل قريبًا لحلول أفضل.

لو أنت مهتم بالموضوع، حاول تتابع أبحاث BERT وGPT-4 وAraBERT، وشوف في Google Scholar أو على منصات زي arXiv أحدث الأوراق العلمية، واعرف إزاي ممكن تبدأ تستخدم النماذج دي في مشروعك. والأهم من ده كله، خليك دايمًا واعي للجانب الأخلاقي إزاي تضمن إن النموذج يحترم الخصوصية ويقلل التحيّز ويخدم الناس فعليًا.

في الأخير، الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغات الطبيعية مش مجرد تقنية، ده طريق بيحمّل معاه مسؤولية كبيرة على عاتق الباحثين والمطورين والمجتمع ككل. المهم نفهم إننا بنبني جزئية أساسية في التواصل البشري مع الكمبيوتر، وده بيعكس جزء من إنسانيتنا وثقافتنا. ومع إن الطريق طويل، الفرصة كبيرة، والتطلعات أكتر وإحنا كلنا بنكون جزء من القصة دي.

About the author

حسام السعود
في موبتك، بنقربلك عالم التقنية بمحتوى بسيط، سريع، وسهل تفهمه. هنساعدك تتابع الجديد وتختار الأنسب ليك، أيًا كان اهتمامك التقني. أهلاً بك فى مدونة موبتك

إرسال تعليق