رحلة عفوية في عالم الذكاء الاصطناعى

الذكاء الاصطناعى أو AI هو التقنية اللي بتخلى الأجهزة والبرامج “تفكر” وتحلل وتطلع حلول من غير ما حد يقول لها تفكر ازاى بالظبط.

بصراحة ما فيش أحلى من لما نقعد نتكلم عن الذكاء الاصطناعى وكأنه صاحبنا اللي بيشاركنا أفراحنا وهمومنا من غير ما يحكم علينا، ويقول لنا “يلا بينا نعمل حاجة جديدة النهارده” وكأننا في حفلة مش في مقال تقليدى كده.

رحلة عفوية في عالم الذكاء الاصطناعى
رحلة عفوية في عالم الذكاء الاصطناعى

إيه هو الذكاء الاصطناعى؟

خلينا نكون واقعيين، الكلمة دي بقت كبيرة وبتتلخبط كتير، بس باختصار الموضوع شبه لما تُعلّم حد جديد حاجة ويبدأ يطورها لحاله وكأنه دماغه بتتعلم من التجربة وتخزنها ويوم ورا يوم يبقى أذكى.

يعني الذكاء الاصطناعى هو التقنية اللي بتخلى الأجهزة والبرامج “تفكر” وتحلل وتطلع حلول من غير ما حد يقول لها تفكر ازاى بالظبط.

ازاى الذكاء الاصطناعى بيشتغل وليه بيحتاج مراحل مختلفة

بص يا سيدي، الموضوع مش مجرد عنوان وخلاص، فيه خطوات بتحصل ورا الكواليس قبل ما الجهاز يقولك “تم فتح القفل” أو “دي صورة قطة”—خلينا نفصلها بساطة وجوهرية:

1. تحضير البيانات (Preprocessing)

قبل أي حاجة الذكاء الاصطناعى لازم ياخد بيانات نظيفة وجاهزة، وإلا هيشتغل غلط أو يبقى بطيء:

  • تنظيف البيانات: تشيل القيم الناقصة والغلطات الطباعية (زي كلمة مكررة بالخطأ أو رقم مش في محلّه).
  • تحويل الصيغة: يعني مثلاً بتحوّل النص لأرقام عشان الموديل يفهمه، أو بتعدل ألوان الصورة لنطاق الأرقام المناسب.
  • تقسيمها: جزء للتدريب وجزء للاختبار، علشان نعرف بعدين لو الموديل بيتعلم صح ولا لأ.

2. التعلم البسيط (Machine Learning Foundations)

هنا بنستخدم خوارزميات إحصائية تتنبأ أو تصنّف بناءً على قواعد رياضية:

  • تحديد الهدف: مثلاً نبقى عاوزين نصنف إيميل سبام ولا لا، أو نتوقع سعر البيت.
  • اختيار الخوارزمية: لو تصنيف يبقى Logistic Regression أو Decision Trees، لو توقع يبقى Linear Regression.
  • تدريب الموديل: تدخل البيانات والبرنامج بيحسب المعاملات (Weights) علشان يطلع أفضل معادلة.
  • اختبار الموديل: نمسك بيانات مش شافها قبل كده ونشوف النسبة الصح وغلط.

وده بيخلي الذكاء الاصطناعى يفهم النماذج البسيطة ويستخدمها في مهام مش معقدة قوي.

3. التعلم العميق (Deep Learning)

لو عندك مشكلة معقدة—زي التعرف على الوجوه أو فهم الكلام—بنروح للشبكات العصبية العميقة:

  • طبقة الإدخال: بتستقبل البيانات الخام (صورة، صوت، نص).
  • الطبقات المخفية: بتتعلم مميزات معقدة تلقائياً، زي حواف الصورة أو نبرة الصوت.
  • طبقة الإخراج: بتديك النتيجة النهائية (قطة/كلب، كلام مترجم، نص مُلخص…).

والسحر بيحصل في “الـ backpropagation”—لما الموديل يغلط بيرجع يحسّن الأوزان في كل طبقة، وده اللي بيخلي الذكاء الاصطناعى يثبت ويتطور مع ملايين الأمثلة.

4. التعلم المعزز (Reinforcement Learning)

تخيل إنك بتعلّم روبوت يلعب لعبة، كل مرة ينجح ياخد مكافأة، وكل مرة يغلط ياخسر نقاط:

  • البيئة: اللعبة أو الوضع الحقيقي اللي الروبوت فيه.
  • الوكيل (Agent): الروبوت أو البرنامج اللي بياخد قرارات.
  • المكافأة: قيمة رقمية بتزيد أو تنقص علشان يعلّم الوكيل الصح من الغلط.
  • السياسة (Policy): الاستراتيجية اللي بيختار بيها أفعاله حسب الحالة.

وبكل تجربة، الوكيل يحدّث “السياسة” علشان المرات الجاية يبقى الأداء أفضل—زي لما طفل يتعلم اللعبة بشدة عشان ياخد نجمة من المدرب.

5. الدمج والتطبيق العملي

في أغلب الأنظمة الكبيرة بنلاقي مزيج من الخطوات دي:
تبدأ بتعلم بسيط عشان ترتب البيانات، بعدين تستخدم تعلم عميق لاستخلاص المميزات، وبعدين تعلم معزز عشان تضبط القرار النهائي.

ولما تستخدمها صح، الذكاء الاصطناعى بيحلل ملايين البيانات في جزء من الثانية، يفتحلك الموبايل بسرعة، يقترحلك أقصر طريق في الزحمة، ويساعد في تشخيص الأمراض في المستشفيات—كل ده نتيجة مراحل مترابطة ومتكاملة.

ده باختصار ازاى بيشتغل الذكاء الاصطناعى تحت غطاء العمليات الحسابية الشبكية والاحصائية—حكاية كبيرة لكنها بتظهر بسيطة على الشاشة.

أمثلة حوالينا 

المساعدات الصوتية العامية

المساعدات الصوتية زي “سيري” و”أليكسا” مبقتش تكتفي بالفهم الإنكليزي الرسمي، دلوقتي بتستخدم الذكاء الاصطناعى عشان تلتقط اللهجات العامية والكلمات اليومية التقنيات دي بتعتمد على ما يُسمى بـAutomatic Speech Recognition أو ASR، واللي بتحوّل صوتك لنص قابل للمعالجة، وبعدين بتطبّق خوارزميات لغوية لتحليل السياق وفهم النية لو الـASR واجه صعوبة في لهجة معينة، بتيجي مرحلة “فك الغموض” Contextual Disambiguation، بتعتمد على الكلمات المحيطة عشان تستنتج المعنى الصح ومع كل مكالمة وتجربة، نماذج التعلم العميق بتتحسّن وبتضبط نفسها على لهجتك وأسلوبك الشخصي، فبتحس إنك بتتكلم مع صاحبك ومش مع آلة. 

خوارزميات السوشيال ميديا

لما تدخل على فيسبوك أو تيك توك، مش كل المنشورات قدامك بتتعرض عشوائي، فيه الذكاء الاصطناعى بيحسب “احتمال تفاعلك” مع كل منشور أول خطوة بتكون “الجرد” Inventory: بيجمع كل المحتوى – منشورات، فيديوهات، صور – اللي ممكن يتعرضلك بناءً على متابعاتك وتفاعلاتك السابقة  بعدها عندنا “التنبؤ Engagement Prediction”؛ الخوارزمية بتستخدم نماذج تعلم آلي عشان تعرف قد إيه هتعجبك بوست معين، وترتبلك الح_feed على أساس ده  بعض الأنظمة بتدمج بين “التصفية التعاونية Collaborative Filtering” و”التوصية المعتمدة على المحتوى Content-Based”، علشان يوازنوا بين اقتراحات جديدة وشبه تفضيلاتك السابقة.

العربيات الذكية وأنظمة الفرملة التلقائية

العربيات الحديثة بقت فيها خاصية الفرملة الطارئة الذاتية AEB، ودي واحد من أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعى في السلامة الأنظمة دي بتمزج بين رادار وكاميرات وأحيانًا ليدار عشان “تشوف” الطريق قدامها وتقيس المسافة والسرعة النسبية للكائنات لو متنبأ بحدوث تصادم والمُقاود أو السايق ما ردش في الوقت الكافي، بتضغط الفرامل تلقائي، أو حتى بتزوّد قوة الكبح لو أنت بدأت تدوس بس محتاج مساعدة إضافية في أبحاث جديدة بدمج نماذج لغات كبيرة multimodal LLM مع قواعد سريعة rule-based لضمان استجابة أحسن وبأقل تأخير ممكن.

يعني وانت بتسكب كباية قهوة الصبح أو بتتصفح تيك توك قبل ما تنام، الذكاء الاصطناعى حوالينا في كل حتة، بيشتغل بصمت وبخفة دم، ومش بس بيخلينا نوفر وقت وجهد على العكس كمان بيخلينا نستمتع بتجربة أكثر سلاسة وشخصية، بس في نفس الوقت لازم نبقى عارفين التحديات الأمنية والأخلاقية، عشان نضمن إن التطور ده يعيش معانا بسلام.

ليه الذكاء الاصطناعى مهم دلوقتي؟

بص يا سيدي، الموضوع مش هزار ولا موضة بينزل وقته، لأ أبداً الوقت اللي بنعيشه دلوقتي كله سرعة ومليان بيانات من كل حتة لو مفيش الذكاء الاصطناعى هنبقى تايهين وسط بحر المشكلات.

توفير وقت

أول حاجة لازم تعرفها إن وقتك غالي، وكل دقيقة بتروح منك ممكن تكون ضاعت على شغل روتيني زي ما تلاقي برامج ذكية بتعمل جدولة للمواعيد عنك، وترد على أسئلة العملاء السهلة من غير ما تدخل في الموبايل يعني بدل ما تقعد ساعتين في الرد على إيميلات متكررة، تلاقي النظام عملها كلها في ثانية وده يخليك تركز في اللى فعلاً مهم.

  • مثال عملي: تحضير تقارير أسبوعية عن المبيعات؟ البرنامج يحلل الأرقام ويطلعلك الملخص وأنت بتشرب قهوتك.
  • مثال تاني: الرد التلقائي على شكاوى العملاء البسيطة في الدردشة، وهتكون جاهزة 24 ساعة.

دقة أكبر

تاني موضوع هو الدقة، ولما بقول دقة مش قصدي بس إنه النتيجة صح، قصدي إنه منتحصش أخطاء بشرية الذكاء الاصطناعى بيفتش في ملايين السجلات والتفاصيل في لمح البصر، من غير ما يتعب أو يغلط عايز مثال في الطب؟ تحليل صور الأشعة عادية جداً، بس الخوارزميات بتلاحظ علامات صغيرة ممكن الدكتور ميشوفهاش بسهولة أو في التسويق؟ بتعرف توجه إعلانك للشريحة اللي فعلاً هتتفاعل مش للناس اللي هتعدي عليها وخلاص.

  • زي ما الشركات بتستخدم نماذج لتحليل سلوك المستخدمين على السوشيال ميديا، عشان تعرف انت بتحب إيه وتشوفه أول.
  • المهندسين بيستخدموا الذكاء الاصطناعى في فحص جودة التصنيع بدل الفحص البصرى اللي بيكون معرض للغلط.

الذكاء الاصطناعى مش بس أداة تجميلية، ده بجد بيوفر وقتنا ويقلل أخطائنا ومهما حاولنا نبسط الأمور بنفسنا، مفيش غيره يشتغل بسرعة وكفاءة عالية في خلف الكواليس.

تحديات ومخاوف

بصراحة الموضوع أكبر من مجرد “الآلة هتاخد شغلك”، فيه جوانب كتير لازم نفهمها قبل ما نقفز بخناجرنا على الذكاء الاصطناعى، وده اللي هنتكلم عنه دلوقتي.

أول حاجة، خصوصية البيانات

  • جمع البيانات وحفظها بيدينا قوة خارقة… بس لو وقعت في إيد غلط، ممكن يطلع منها قصص رعب.
  • كتير مننا مش واخد باله إن كل تصرف على الإنترنت بيترصد، وبيتحلل عشان يطوّر الخوارزميات.
  • فلنفرض إن شخص مش مظبوط وصل للبيانات دي، هيبقى عنده القدرة إنه يسببلنا مشاكل في الحياة الشخصية أو حتى المهنية.

ثاني حاجة، تأثير الذكاء الاصطناعى على الشغل

  • في شغلانات بسيطة ممكن “الآلة” تتعلمها وتكون أسرع وأرخص من أي موظف.
  • بس قبل ما نخاف، لازم نسأل: هل التكنولوجيا دي بتعطينا فرص جديدة؟ أيوة، منصات تعليمية ذكية بتحسسك إنك بتتعلم مع مدرب شخصي.
  • التحدي الحقيقي إننا نعرف نختار إزاي “نشتغل مع الآلة” بدل ما الـ آلة “تشتغل بدلنا”.

ثالثًا، أمان الخوارزميات

  • البرامج دي بتتعلم من البيانات… لو البيانات نفسها فيها تحيّز، هيتعلّم التحيّز ويكرّره معانا.
  • شفافية المعادلات ضرورية—يعني نفهم ليه النظام خد قرار كذا، وما يبقاش كله “صندوق أسود”.
  • بدون رقابة أخلاقية، ممكن نشوف استخدامات غريبة أو حتى خطيرة زي التمييز في القروض أو فرص التوظيف.

خلينا نكون واضحين، مافيش حاجة كاملة مية بالمية، والـ الذكاء الاصطناعى مش استثناء.

بس بالتفاهم بين المطوّرين، والحكومات، والناس العاديين، نقدر نتعامل مع التحديات دي بشكل عملي ويودي لنتائج أفضل.

إزاي نستفيد بذكاء أكتر؟

بصراحة الموضوع مش مجرد كلام كده وخلاص، عشان نستفيد فعلاً من الذكاء الاصطناعى لازم نخوضه بجديّة شوية ونرتّب الخطوات صح ونكون واقعيين من الأول للنهاية.

أولاً: نحدد احتياجاتنا بوضوح

يعني مش هنركض ورا أي تكنولوجيا جديدة ظهرت من غير ما نعرف الهدف منها، لازم نقعد مع بعض ونقول:

  • إحنا عايزين نحسّن إيه بالظبط – هل دا للموظفين؟ للإنتاج؟ للتسويق؟
  • الأهم: إيه المشاكل اللي بنواجهها حاليًا وعايزين نوفر لها حل سريع وذكي؟
  • هل البيانات المتاحة عندنا كافية؟ ولا محتاجين نجمع معلومات أكتر قبل ما نبدا؟

لما نكون محددين، الموضوع هيكون عبقري أكتر، لأن الذكاء الاصطناعى مش بيحب العشوائية؛ هو محتاج مدخلات واضحة عشان يطلع أفضل نتائج.

ثانيًا: نجيب ناس فاهمة وعندها خبرة

متبقاش الطموح يطغى على المنطق، لازم نضم لينا فريق أو نشتغل مع جهات عندها خلفية حقيقية في الذكاء الاصطناعى.

  • مهندسين وعلماء بيانات– الناس دي عارفين يبنوا النماذج ويظبطوا المعاملات بحيث الأداء يبقى ثابت.
  • مختصين في الأمن والخصوصية– لأن الذكاء الاصطناعى بيتطلب بيانات شخصية ممكن تكون حساسة.
  • مدير مشروع أو منسق– شخص بيرتب الجدول الزمني وبينقلنا من مرحلة لفوق بدون لخبطة.

لو حاولت تشتغل وحدك أو على كلام “بحّال أصحابك” ممكن تواجه مشاكل تقنية أو أخلاقية ما كُنتش متوقعها.

ثالثًا: نجرب ونقيس الأداء بشكل مستمر

بعد ما نحدد الهدف ونركب الفريق الصح، ييجي دور الاختبار والتقييم الدوري:

  • نحدد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)– يعني إيه اللي هنعرف بيه إن الحل فعلاً شغال؟
  • نجرّب نموذج أولي نسميه “منصة تجريبية” أو “اختبار صغير” قبل ما ننشر على نطاق واسع.
  • نجمع تعليقات المستخدمين أو البيانات الحقيقية ونحللها– هنا بقى الذكاء الاصطناعى بيوريك فين ضعف النموذج وإزاي تحسّنه.
  • نكرر العملية– التعلم حلقة مستمرة، ما فيش حاجة بتيجي تمام من أول مرّة.

ولما نتعود على فكرة الاختبار والتعديل، هتلاقي الأداء بيزيد ويبقى عندك نظام ذكي بيطور نفسه بنفسه مع الوقت.

يعني باختصار، مش كفاية إنك تقول “عايز أشتغل بالذكاء الاصطناعى”، لازم تمشي بخطوات مترابطة ومُنظمة: تحدد احتياجاتك، تجيب الناس الصح، وتجرب وتقيس وبكرر لحد ما توصل للنتيجة اللي تفيدك بالفعل.

قصص نجاح 

عشان نخلي الكلام مش نظري على طول، خلينا نغوص جوه كل مثال ونتعرف على تفاصيل أكتر عن إزاي الذكاء الاصطناعى بيحقق نتائج ملموسة في أماكن مختلفة.

  • مستشفى أمريكى بيستخدم الذكاء الاصطناعى لتحليل الأشعة.
    بصراحة التجربة دي جداً مثيرة، واحد من أهم المؤتمرات الطبية RSNA 2024 أظهر إزاي خوارزميات متطورة بتقدر تحلل صور الأشعة في ثواني بدل ما تاخد ساعات، وده خفف الضغط على الأطباء وسرّع معالجة الحالات العاجلة.
    وفي تقرير من واشنطن بوست اتقال إن أكتر من 340 أداة معتمدة من الـFDA بتساعد في الكشف المبكر عن أورام المخ والسكتات الدماغية وسرطان الثدى، وده رفع معدل سرعة التشخيص وكفاءة الطاقم الطبي بشكل ملحوظ. 
    وعلى أرض الواقع، دراسة سويدية شملت ثمانين ألف سيدة بينت إن واحد فقط من الأطباء مع دعم الذكاء الاصطناعى اكتشف 20٪ أكتر من الحالات بالمقارنة بطبيبين مع بعض بدون AI، يعني الأداة دي فعلاً بتفرق في دقة الكشف. 
    وكمان بحث منشور على Forbes أكد إن الذكاء الاصطناعى وصل لدقة 92٪ في بعض المهمات التشخيصية مقابل 76٪ لما الأطباء استخدموه كأداة مساعدة، وده خلّى البعض يقول “خلونا نعتمد عليه أكتر” بس طبعاً مع متابعة بشرية دقيقة.

  • شركة “مطروح” (متشابهة لشركة Amarra العالمية)
    خلينا نقول إن “مطروح” زي شركة Amarra في نيوجيرسي اللي دمجت الذكاء الاصطناعى في عمليات المخزون وخدمة العملاء من 2020، وشفنا إنه قلّل الزيادة في المخزون الفائض بنسبة 40٪، ووفّر وقت كتابة وصف المنتجات 60٪ باستخدام نماذج لغوية.
    بالإضافة لده، حوالي 70٪ من استفسارات العملاء اتعالَجت بشكل تلقائى بواسطة شات بوت مبني على الذكاء الاصطناعى، وده أتاح لفريق خدمة العملاء يركز على الحالات المعقدة واللي محتاجة تواصل إنسانى أكتر. 
    عشان نديك خلفية أكبر عن أهمية المجال ده، تقرير حديث توقع إن حجم سوق الذكاء الاصطناعى في إدارة سلاسل الإمداد هيوصل لحوالي 22.7 مليار دولار بحلول 2030 بمعدل نمو سنوى 30.3٪، وده بيدي فكرة عن ليه “مطروح” قررت تستثمر بقوة في المجال ده.

  • مطورين مصريين عاملين تطبيق لتعليم اللغات بالذكاء الاصطناعى
    بقى الموضوع في مصر من سنة لحد دلوقتي شهد انطلاقة كويسة، زي Talkio AI، تطبيق تدريب لغوي بيساعدك تتعلم اللهجة المصرية عن طريق تمييز الصوت وردود فعل فورية على النطق بتاعك، وكأن فيه مدرّب شخصي جوا الموبايل بيصححلك العبارات في اللحظة. 
    فكرة إنك تحكي مع التطبيق بالعامية ويصححلك الجملة ويعلمك حاجات جديدة بشكل تفاعلي بتخلي التعلم ممتع، وده خلّى الناس تقول “مش حاسس إني بتعلم لغة جديدة، حاسس إني بقول كلام مع صديق”.
    وبالمناسبة فيه أدوات تانية زي Glossika اللي بتركّز على التكرار المنظم لتثبيت الكلمات والجمل، وPimsleur اللي بيستخدم Coach صوتي مبني على الذكاء الاصطناعى عشان يزوّدك بتعليقات على النطق بتاعك بشكل أوتوماتيكي.

يعني ببساطة لما الذكاء الاصطناعى يتوظف صح، ومش بس ككلمة كبيرة، هتلاقي قصص النجاح دي حوالينا بتأكد إن التقنية دي فعلاً قادرة تحل مشاكل حقيقية وتدي دفعة قوية للأداء والإبداع.

مستقبل الذكاء الاصطناعى حوالينا

بصراحة، في شوية حركات جايّة هتقلب الموازين في عالم الذكاء الاصطناعى قريبًا.

  1. تعلم أكتر من لغة وثقافة: الخوارزميات هتتدرب على لهجاتنا العامية وكلامنا اليومي، مش بس العربي الفصيح، وده هيسمح للتطبيقات تفهمنا وإحنا بنكلمهم زي أصحابنا بالظبط.

  2. دمج واسع مع الواقع المعزز: هتقعد في البيت وتشوف كأنك في مؤتمر برة، أو تمشي في شارع تاني وانت واصل سماعة AR مدعومة بالذكاء الاصطناعى اللي بيقدم لك معلومات وخيارات في الحال.

  3. نهوض مجالات جديدة: في الزراعة الذكية اللي بتحلل التربة وتوقع المحاصيل مبكرًا عشان تحصد أكتر وأحسن. 

    وفي التعليم التفاعلي اللي بيستخدم الذكاء الاصطناعى في أنظمة تعلم شخصية لكل طالب ويخليه يحس إنه مدرب خاص بيه.

    وكمان في الفن والإبداع، برامج بتولّد لوحات وتصميمات وأفكار إبداعية بتفتح أبواب جديدة للفنانين والمصممين. 

وخلينا نكون واقعيين، الحكاية مش مجرد كلام، في اتجاهات تقنية تانية بتمهد الطريق:

  • التعلم المعزز هيخلي الروبوتات والأنظمة تتعلم من تجربتها وتطور نفسها من غير تدخل بشري مباشر.
  • التكامل مع إنترنت الأشياء (IoT) هيدّي أجهزة بتتواصل مع بعضها، والذكاء الاصطناعى هيوجهها سوا عشان تخلي حياتنا أسهل وأكتر سلاسة.
  • التوسع في استخدام الـ 5G والجيل السادس هيخلي نقل البيانات أسرع، والواقع المعزز والافتراضي يبقى في جودة أعلى وبلا تأخير يذكر.

هتلاقي إن مستقبل الذكاء الاصطناعى حوالينا بيتشكل من دمج لغات ولهجات أكتر، وتجارب غامرة في الواقع المعزز، وتطبيقات ذكية في الزراعة والتعليم والفن، وكل ده مدعوم بشبكات أسرع وتعلم ذاتي متطور.

نصيحة خفيفة 

بصراحة، الجزء ده مهم جدًا عشان تبدأ صح في عالم البرمجة والذكاء الاصطناعى، خلينا نفصّله سوا كده خطوة خطوة من غير كلام رسمي كتير.

ادرس الأساسيات

أول حاجة لازم تعملها إنك تتعلم الأساسيات من منصات موثوقة ومجانية، يعني متدفعش فلوس زيادة وانت لسه بتبدأ.

  • منصة كورسيرا فيها دورات جامدة مقدمة من جامعات عالمية تقدر تاخدها ببلاش بشرط إنك متحتاجش الشهادة المدفوعة.
  • منصة إيدراك عربية ومحتواها مترجم للغتنا، وبتقدم مساقات فى البرمجة والذكاء الاصطناعى مجانًا تمامًا. 
  • موقع ميناز تريينج (M3aarf) بيقدملك دورات معتمدة ومجانية عن بعد في مجالات متنوعة ومنها البرمجة تمامًا زي الجافا سكريبت وبي إتش بي.
  • موقع نينجاس ديزاينز نشر قائمة بأفضل عشر منصات مجانية للتعلم الذاتي ومنها Udemy وAlison وFutureLearn لو نفسك تجرب أكتر من مصدر.

يعني بكل بساطة، اختار حاجة وابدأ منها، لما تحس إنك فهمت الأساس شوف حاجة تانية، وماتتحطمش لو ضاع منك حاجة في الأول.

جرب مشاريع صغيرة

بعد ما تتعلم شوية مفاهيم بسيطة، بقى لازم تحط إيدك في الكود وتشوف الدنيا ماشية إزاي على أرض الواقع.

  • موقع Arageek رشح مشاريع زي آلة حاسبة بسيطة أو لعبة شطرنج بتحطك قدام تحدي إنك تطبق المنطق بنفسك.
  • أكاديمية حسوب عندها مشاريع بايثون للمبتدئين زي طباعة فيبوناتشي أو التحقق من قوة كلمة المرور، شوفها وجرب تبنيها بنفسك.
  • ڤيديوهات على YouTube زي “٥ مشاريع للمبتدئين” هتديك أفكار وتتابع خطوة بخطوة لو احتجت توضيح بالصوت والصورة.
  • لو بتحب ++C تقدر تلاقي بلايليست فيها مشاريع زي ساعة رقمية وحاسبة في C++.

جرب مشروع صغير خالص، حتى لو غلطت في الكود، الغلط ده هيخليك تتعلم أسرع.

شارك مجتمعات

ما تشتغلش لوحدك، دور على ناس تشاركك نفس الطريق وهتلاقي دعم ومساعدة بسهولة.

  • تليجرام فيه قنوات زي ProgrammingAdvices فيها دروس ونصائح من خبرة سنين طويلة هتوفر عليك وقت. 
  • مجموعة فيسبوك “تعلم البرمجة والذكاء الاصطناعى من الصفر” بتضم آلاف الأعضاء اللي بيساعدوا بعض في حل المشاكل.
  • قروبات مثل “تعلم أساسيات البرمجة” على تيليجرام بتنظم جلسات بث مباشر وتناقش حلول مع الأعضاء. 
  • ممكن كمان تنضم لجروبات عربية على فيسبوك فيها نقاشات تقنية ماتخلصش وتكتسب مهارات كتابة الكود بالعربي والإنجليزي.

ومش لازم تكون نشيط طول الوقت، بس حتى لو بمتابعة هتتعلم كتير من خبرات الناس اللي أسبق منك.

شغفك وتجربتك هما اللي هيخلوا الموضوع fun ومفيد، ماتكسلش وجرب بنفسك وخد خطوة خطوة، ولو وقفت في نقطة معينة، اسأل المجتمع وهتلاقي حل بإذن الله.

خلاصة الرحلة

في الآخر الذكاء الاصطناعى مش هياخدنا كائنات خارقة ولا هياخد أرواحنا– هو مجرد أداة، واللي يفرق هو إحنا ازاى هنستخدمه، وهنخلي القصة كلها حماس وعلم وتطبيق مش بس كلام فاضي.

يعني خليك زيه شوية، ذكي ومفتوح وشغوف، بس كمان إنسان وعارف صعوبات الواقع، ومش دايمًا لازم يكون الكود هو الحل، ساعات اللمسة البسيطة في القلب هي المفتاح.

About the author

حسام السعود
في موبتك، بنقربلك عالم التقنية بمحتوى بسيط، سريع، وسهل تفهمه. هنساعدك تتابع الجديد وتختار الأنسب ليك، أيًا كان اهتمامك التقني. أهلاً بك فى مدونة موبتك

Post a Comment